وفي الترمذي وسنن أبي داود عن عمر رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مني مالاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت لا أسابقه إلى شيء أبدًا» رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح
الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم هم المنارة الوضاءة لكل أجيال المسلمين،وهم خير صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،قال تعالى:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } (29) سورة الفتح
الأربعاء، 2 يناير 2013
من هم الخلفاء الراشدين ؟
فإن الخلفاء الأربعة الراشدين أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب معروفون مشهورون رضي الله عنهم أجمعين، وكلهم مبشرون بالجنة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بسنتهم كما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بإسناد صحيح: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ
أبو بكر أفضل الصحابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميع ماسوف يكتب هنا إن شاء الله
تعالى عن أبو بكر الصديق رضي الله عنه لخصه ورتبه
محمد بن عَبد الرحمن بن
محمد بن قاسِم
رحمه
الله تعالى
من
منهاج السُّنّة
النبويّة لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه
الله تعالى
الثلاثاء، 1 يناير 2013
نسبه
هو
عبد الله، بن عثمان، بن عامر، بن كعب، بن سعد، بن تيم، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن
غالب. يجتمع مع النبي r
في مرة بن كعب، كنيته أبو بكر. وعثمان هو اسم أبي قحافة. وأم أبي بكر سلمى. وتكنى
أم الخير، بنت صخر بن عامر، ابنة عم أبيه، أسلمت وهاجرت.
ولد أبو بكر بعد الفيل بسنتين وستة أشهر
عمله
كان
أبو بكر تاجرًا: تارة يسافر في تجارته، وتارة لا يسافر. وقد سافر إلى الشام في
تجارته في الإسلام. والتجارة كانت أشرف مكاسب قريش، وكان خيار أهل الأموال منهم
أهل التجارة، وكانت العرب تعرفهم بالتجارة، ولما ولي أراد أن يتجر لعياله فمنعه
المسلمون، وقالوا: هذا يشغلك عن مصالح المسلمين وفرضوا له درهمين كل يوم .
منزلته قبل الإسلام
كان معظمًا في قريش، محببًا، مؤلفًا، خبيرًا بأنساب العرب وأيامهم، وكانوا
يألفونه لمقاصد التجارة ولعلمه وإحسانه، وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها
قالت: «لما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد
لقيه ابن الدغنة أمير من أمراء العرب سيد القارة فقال: أين تريد يا
أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي».
قال ابن الدغنة: فإن مثلك لا يَخْرُج ولا يُخْرَج، إنك تكسب المعدوم، وتصل
الرحم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، فارجع واعبد ربك ببلدك،
فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، وقال لهم: «إن
أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج ، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل
الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟» الحديث. ويأتي بتمامه.
فقد وصفه ابن الدغنة بحضرة أشراف قريش بمثل ما وصفت به
خديجة النبي r لما نزل عليه
الوحي.
ولم يعلم أحد من قريش عاب أبا بكر بعيب ولا نقصه ولا استرذله كما كانوا
يفعلون بضعفاء المؤمنين. ولم يكن له عندهم عيب إلا الإيمان بالله ورسوله.
وصفه بالصديق
ثبت له هذا الاسم بالدلائل الكثيرة، وبالتواتر الضروري عند
الخاص والعام، ووصفه به النبي r في الحديث الذي في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال: صعد رسول الله r أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: اثبت
أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان».
وفي الترمذي عن
عائشة رضي الله عنها قالت: «يا رسول الله (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا
آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)»
أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ويخالف؟ قال: «لا يا ابنة الصديق، ولكنه
الرجل يصوم ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه»
الصديق أبلغ من الصادق
الوصف بالصديق أكمل من الوصف بالصادق، فكل صديق صادق، وليس كل صادق صديقًا.
وأبو بكر ليست فضيلته في مجرد كونه صادقًا ليس غيره أكثر تحريًا
للصدق منه؛ بل في أنه علم ما أخبر به النبي r جملة
وتفصيلاً، وصدق ذلك تصديقًا كاملاً في العلم والقصد والقول والعمل.
وهذا القدر لم يحصل لأبي ذر ولا غيره؛ لأنه لم يعلم ما أخبر به
الرسول r
كما علمه أبو بكر، ولا حصل له من التصديق المفصل ما حصل لأبي بكر، ولا حصل له من
التصديق المفصل ما حصل لأبي بكر، فإن أبا بكر أعرف منه، وأعظم حبًا لله ورسوله
منه، وأعظم نصرًا لله ولرسوله منه، وأعظم جهادًا بنفسه وماله منه، إلى غير ذلك من
الصفات التي هي كمال الصديقية.
وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ومن كان أكمل في
ذلك فهو أفضل.
أبو بكر أسبق الصحابة إلى الخيرات هو أول من أسلم
أول من آمن
بالرسول باتفاق أهل الأرض أربعة: أول من آمن به من الرجال أبو بكر، ومن النساء
خديجة، ومن الصبيان علي، ومن الموالي زيد بن حارثة. وفي صحيح البخاري عن أبي
الدرداء رضي الله عنه قال: «كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو
بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما
صاحبكم فقد غامر فسلم، وقال: يا رسول الله إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء
فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله
لك يا أبا بكر ثلاثًا. ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ قالوا:
لا. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثى على
ركبتيه فقال يا رسول الله: والله إنا كنت أظلم مرتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله بعثني
إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي
صاحبي مرتين. فما أوذي بعدها».
وفي رواية:
«كانت بين أبي بكر وعمر محاورة فأغضبه أبو بكر، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتبعه أبو
بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه. قال: وغضب النبي صلى
الله عليه وسلم» وفيه «إني قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا، فقلتم:
كذبت، وقال أبو بكر: صدقت».
فهذا يبين فيه
أنه لم يكذبه قط، وأنه صدقه حين كذبه الناس طرًا، وهذا ظاهر في أنه صدقه قبل أن
يصدقه أحد من الناس الذين بلغهم الرسالة.
والناس
متنازعون في أول من أسلم فقيل: أبو بكر أول من أسلم، فهو أسبق إسلامًا من علي،
وقيل: إن عليًا أسلم قبله، لكن علي كان صغيرًا، وإسلام الصبي فيه نزاع بين
العلماء.
ولا نزاع في أن
إسلام أبي بكر أكمل وأنفع؛ فيكون هو أكمل سبقًا بالاتفاق، وأسبق على الإطلاق على
القول الآخر.
وقال الشيخ في
موضع آخر: وأما خديجة وعلي وزيد فهؤلاء كانوا من عيال النبي صلى الله عليه وسلم
وفي بيته. وخديجة عرض عليها أمره لما فاجأه الوحي وصدقته ابتداء قبل أن يؤمر
بالتبليغ، وذلك قبل أن يجب الإيمان به، فإنه إنما يجب إذا بلغ الرسالة.
وعلي يمكن أنه
آمن به لما سمعه يخبر خديجة وإن كان علي لم يبلغه. وقوله في حديث عمرو بن عبسة:
«قلت يا رسول الله: من معك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد، ومعه يومئذ أبو بكر وبلال
ممن آمن به» موافق لهذا. أي: اتبعه من المكلفين المدعوين.
أول من أوذي في الله
أول من أوذي في الله بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر -آذاه الكفار على
إيمانه حتى خرج من مكة مهاجرًا إلى أرض الحبشة- روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي
الله عنها قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا
يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
طرفي النهار بكرة وعشية » فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة
حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي. قال ابن الدغنة:
فإن مثلك لا يَخْرُج ولا يُخْرَج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل،
وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع،
وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر
لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل،
ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق. فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا لابن
الدغنة: مر أما بكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا
بذلك، ولا يستعلن به؛ فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبنائنا. فقال ذلك ابن الدغنة
لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير
داره. ثم بدأ لأبي بكر فابتنى مسجدًا بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن،
فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه. وكان أبو بكر
رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين،
فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن
يعبد ربه في داره، فقد تجاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة
فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد
ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد عليك ذمتك، فإنا قد كرهنا
أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان. قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي
بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي
ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له. فقال أبو بكر: فإني
أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله عز وجل. الحديث.
ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر جعلوا في كل واحد
منهما ديته لمن قتله أو أسره .
وحثوا التراب على رأس أبي بكر، قال ابن
إسحاق: حدثني عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، قال: لقي أبا بكر سفيه من سفهاء قريش
حين خرج من جوار ابن الدغنة وهو عامد إلى الكعبة فحثا على رأسه ترابًا، فمر بأبي
بكر الوليد بن المغيرة أو العاص بن وائل، فقال له أبو بكر: ألا ترى ما يصنع هذا
السفيه؟ فقال: أنت فعلت ذلك بنفسك. وهو يقول: أي رب ما أحلمك، أي رب ما أحلمك، أي
رب ما أحلمك .
أول من دافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما أراد المشركون أن يضربوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أو يقتلوه بمكة دافع عنه الصديق فضربوه، عن عروة بن الزبير قال
سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فوضع رداءه
في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلاً أن
يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وفي حديث أسماء: فأتى الصريخ إلى أبي
بكر، فقال: أدرك صاحبك. قالت: فخرج من عندنا وله غدائر أربع وهو يقول: ويلكم
أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله. فلهوا عنه وأقبلوا على أبي بكر، فرجع إلينا أبو
بكر فجعل لا يمس شيئًا من غدائره إلا رجع معه
أول من دعا إلى الله
أبو
بكر أول من دعا إلى الله، وكان له قدر عند قريش لما فيه من المحاسن، فجعل يدعو الناس إلى الإسلام من وثق
به، فأسلم على يديه أكابر أهل الشورى: عثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف،
وأبو عبيدة، وهذا أفضل عمل. وكان يخرج مع النبي r يدعو معه الكفار إلى الإسلام في المواسم
ويعاونه معاونة عظيمة في الدعوة، بخلاف غيره. كان يجاهد الكفار مع الرسول r قبل الأمر
بالقتال بالحجة والبيان والدعوة، كما قال تعالى: (فَلا
تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) وهذه السورة -سورة الفرقان- مكية نزلت قبل أن
يهاجر النبي r وقبل أن يؤمر بالقتال. فكان أبو بكر أسبق الناس
وأكملهم في أنواع الجهاد بالنفس والمال، فإنه جاهد قبل الأمر بالقتال وبعد الأمر
بالقتال، منتصبًا للدعوة إلى الإيمان بمكة والمدينة يدعو المشركين ويناظرهم، ولهذا
قال النبي r في الحديث الصحيح: «إن أمن الناس علي في
صحبته وذات يده أبو بكر» فالصحبة بالنفس، وذات اليد هو المال. فأخبر النبي r أنه أمن الناس عليه في النفس، والمال.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)